هل تركض وراء العمل أم العمل هو من يركض وراءك ؟
كثير منا يجد نفسه في عمل معين دون ان يطلب هذا العمل في يوم من الأيام و انما وجد نفسه يعمل هذا العمل منذ نعومة أظافره
وُجد البشر في هذه الحياة على هذا الكوكب ووجدوا معهم الإختلاف ، فنحن مختلفين في كل شئ و إن تشابه علينا هذا الشئ و هذا ما توصل اليه العلم الحديث أن لكل بشريعلى وجه الأرض بصمة خاصة به هو وحده و وجدوا هذا في الأصابع و العيون و الصوت و نجده بالطبع في الوجه “وإلا كيف تُفرق أم التوأم المتماثل بين وليديها إلا بهذا الاختلاف الذي ربما لا يراه بعض الناس” و لكن هناك من لا يرى هذا الاختلاف بالمرة و يرى ان كل البشر هم عبارة عن شخص واحد فقط و شخصية واحدة فقط و مهارات متماثلة و مشاعر واحدة وهناك من يرى هذه الاختلافات و لكنه يراها من خلال منظور سلبي و هناك من يرى و يشعر بهذه الاختلافات و يراها بطريقة ايجابية ، بل انه يرى ان لا يمكن للبشر أن يستمروا في هذه الحياه إلا مع وجود هذا الإختلاف
و إذا إعترفنا بهذا الإختلاف و نظرنا إليه من جانب إيجابي وجدنا أن هذا الإختلاف هو السبب الرئيسي في تعمير الكوكب الأرضي و هو السبب الرئيسي في التطور و النمو للجنس البشري و هذا التنوع الضخم (انت لم يأتي شبيه لك من يوم خلق أبو البشر ليومنا هذا و لن يأتي من يشبهك – أقصد شبه التطابق و لا أعني بالشبه مثلا الشبه الذي بين الأب و ابنه – الي يوم نهاية الأرض) الذي ربما يصعب علينا ان نتخيله هو موجود أيضا في جميع الكائنات و المخلوقات على وجه الأرض حتى بالجبال و ليس البشر فقط.
لماذا هذا التنوع و ماذا سوف نستفيد منه ؟؟؟؟
حِكَمْ هذا التنوع ربما لا يستطيع البشر إحصاؤها خلال حياتهم جميعا … و لكننا قد تبرز أمامنا كل حين و أخر حكمة من هذه الحِكم
و من هذه الحكم أن هذا الاختلاف يوجد حتى يتسنى لكل فرد لنا عمل تكون باقي الأفراد يحتاجونه بهذه الطريقة بالأخص الذي يفعلها هذا الفرد بالأخص.
نقولها بشكل أوضح و أبسط ……
لكي يكون لكل واحد فينا مجال يستطيع أن يبرز فيه و يتخصص فيه و يفيد نفسه و من حوله و في نفس الوقت حتى لا يستطيع كل فرد فينا ان يقوم بكافة الأعمال و يستغني عن خدمات الباقيين ممن حوله.
نوضح ما نعنيه بطريقة ربما تكون اوضح و لأخر مرة ……
لكي تحتاج المجتمعات من البشر لطاقة و شخصية كل فرد يعيش بها و توكل اليه مهام لا يستطيع احد غيره ان يعمل بها ..
و هذه الحكمة التي خلصنا اليها الأن تفيدنا نحن البشر كأفراد كل واحد فينا على حدة أن أتعلم كفرد انني وُكلت بعملٍ لن يعمله غيري و رسالة لابد لي من إيصالها لمن حولي
واتأكد أن هذه الرسالة لن يوصلها أحدٌ غيري لمن حولي فهي مرتبطة بما لدي من مواهب مختلفة عن الباقيين ممن حولي و أيضا أن ما أقوم به من أعمال على “طريقتي الخاصة المختلفة” – و اؤكد بشدة على جملة “طريقتي الخاصة المختلفة” هذه – يحتاج اليه من حولي و ينتظرون ان أقوم به، لأنه بمنتهى البساطة و التأكد و اليقين لن يقوم به أحد غيري.
وهذا يوصلنا الي فائدة عظيمة هي أن لا نشغف قلوبنا بأعمال و إنجازات الأخرين و لا ننظر إليهم و نعرف أنهم نجحوا لما عملوا على ميزاتهم الخاصة و على رسالتهم الخاصة بهم التي خُلِقوا من أجلها فهم أهتموا بأنفسهم و بحثوا بداخلهم و طوروا ما وجدوه من مواهب و تعلموا ما يجب أن يعلموه و أيضا إستفادوا من مزايا من حولهم
و فائدة عظيمة أخرى هي أن نجاحات من حولي تعني أنني أستطيع أن أنجح مثلهم و لا تعني ابدا انني فاشل لأنه لا وجه للمقارنة بينك و بين أحد غيرك فأنت لك مزايا مختلفة عما يتميز به و هو له مزايا مختلفة عما تتميز به
و من ضمن الفوائد العظيمة أيضا أن أعمل فيما يسر لي من عمل و لا أتطلع الي عمل عامل اخر و اقول انه أفضل فأنا اريد عمله أو حتى أنه أقل فأنا لا أريده “لا تنشغل بغير نفسك والتطوير فيها و ترقيتها و تزكيتها” و أعمل حيث وجدت العمل ميسر لك و اذا كان العمل شاق عليك فأعلم أنه ليس عملك فهو غير متناسب مع مواهبك الخاصة لذلك هو شاق عليك و ستجد نفسك غير منتج بهذا العمل
و من اللطيف أن تجد جميع الأعمال التي تعارف عليها البشر جميعا أنها حرام تجدها شاقة على كل البشر و من يقوم بها تجده يُرهق نفسه بها و لا يستمتع بها ابدا الا بعد قيامه بها العديد من المرات و إقناع نفسه انه عمله “كلمة السر في هذا الأمر العناد”
لذا نصيحة لك أيها القارئ إعمل بالعمل الذي يساق اليك و تجده ميسر لك دائما و لا تهتم بأعمال أناس أخرين
بل اهتم ان تساعدهم على إنجاح أعمالهم هم ايضا و تمنى لهم النجاح من كل قلبك و اعلم انما يسر اليك هذا العمل لمناسبته لك ومناسبتك له … علم نفسك الرضا به و اجتهد في اتقانه و احسانه و تطويره و ستجد كل الخير منه … أعدك بذلك
اكتشف رسالتك … اكتشف اختلافك … اعمل و تعلم كي تقوم على هذه الرسالة على أحسن وجه.
Ayman El-Seoudi
Sales Director
01225898258
[email protected]